Thanks for submitting your comment!
الزراعة العمودية – الرأسية Vertical farming
د/ محمد صالح آدم عبدالله
تعريف الزراعة العمودية – الرأسية: هي ممارسة إنتاج الغذاء في طبقات متراكمة رأسياً، وفي الأسطح المائلة عمودياً مع/أو مدمجة في بنايات مثل (المباني، المستودعات، حاويات الشحن،…إلخ) بدلاً من زراعة الخضروات و الفواكه وغيرها من المنتجات الزراعية الأخرى على مستوى واحد، كما هو الحال في الحقول أو البيوت الحامية مما يوفر أماكن أكثر للزراعة. ويستخدم في الزراعة العمودية التقنيات والأساليب الحديثة للزراعة مثل تقنيات التحكم في الضوء والرطوبة ودرجة الحرارة والتسميد … إلخ، كما وتستخدم بعض المزارع العمودية تقنيات زيادة ضوء الشمس الطبيعي بواسطة العاكسات المعدنية، وإسلوب الزراعة بدون تربة مثل الزراعة المائية، وكل التقنيات والأساليب الزراعية التي من شأنها تحسين نمو النباتات .
نبذة عن الزراعة العمودية – الرأسية: تم إقتراح الزراعة العمودية في العام 1999م من قبل ديكسون ديسبومير، أستاذ الصحة العامة والبيئة في جامعة كولومبيا. حيث إبتكر ديسبومير وطلابه تصميم مزرعة ناطحة سحاب يمكنها توفير الغذاء لحوالي 50000 شخص. وعلى الرغم من أن التصميم لم يتم بناؤه بعد، إلا أنه نجح في الترويج لفكرة الزراعة العمودية. وأدت التطبيقات الحالية للمزارع العمودية إلى جانب التقنيات الحديثة المستخدمة في الزراعة، مثل إستخدام المصابيح المتخصصة، إلى إنتاج أكثر من 10 أضعاف ما يمكن الحصول عليه من خلال طرق الزراعة التقليدية. وهناك دول مختلفة إستخدمت عدة وسائل لتنفيذ أنظمة الزراعة العمودية في المجتمعات مثل: هولندا، سنغافورة، أمريكا، ألمانيا، بريطانيا، اليابان و لينكنشتاين .
مفهوم الزراعة العمودية – الرأسية: تمثل الزراعة العمودية إحدى الابتكارات التي قامت بها البشرية مؤخراً، خاصة وأن هنالك العديد من التحديات التي قد تواجه البشر بسبب الزيادة المطردة في عدد السكان في العالم، مع نقص في المواد الغذائية. وبما أن هنالك إنخفاض وتدهور في الأراضي الزراعية، نتيجة للاستخدام غير المستدام لها، فإن الزراعة العمودية يمكن أن تكون إحدى الحلول لهذه المشكلة.
الهدف من الزراعة العمودية – الرأسية: هو زيادة المساحة الزراعية لكل متر مربع، ولتحقيق هذا الهدف تزرع المحاصيل في طبقات علوية رأسية وبطريق معينة . وبذا يمكن للزراعة العمودية أن توفر حياة آمنة للبشرية من خلال توفير كميات كبيرة من الغذاء، مما يساعد في سد الفجوة الغذائية العالمية الناتجة من الزيادة السكانية.
فوائد الزراعة العمودية – الرأسية: بالاضافة إلى توفيرها لأماكن إضافية أكثر للزراعة، هنالك فوائد عديدة للزراعة العمودية، منها على سبيل المثال لا الحصر:
1/ تساعد في إنتاج وفير للمحاصيل الزراعية، فمثلاً يمكن أن تكون إنتاجية الفدان الواحد (مغلق) تعادل 4-6 فدان في (الهواء الطلق) أو أكثر تقريباً، وذلك حسب نوع المحصول وتوفر الظروف الملائمة.
2/ لا يتأثر إنتاج المحاصيل بالجفاف، الفيضانات وبعض الآفات الزراعية.
3/ يمكن للنبات أن ينمو بشكل طبيعي دون إستخدام المبيدات أو الأسمدة الكيميائية.
3/ تمنع هذه الطريقة تقريباً من جريان الماء السطحي الزراعي عن طريق إعادة تدويره.
5/ تعطي الأراضي الزراعية فرصة للعودة إلى طبيعتها، وإستعادة خصوبتها وحيويتها.
6/ تعمل على تدوير المخلفات وإعادة إستخدامها كمصدر للطاقة.
7/ تقلل بشكل كبير من إستخدام الوقود الأحفوري، فليست هنالك حاجة إلى إستخدام الجرارات والمحاريث الزراعية، … إلخ).
8/ فرصة لتحويل الممتلكات المهجورة في المناطق الحضرية إلى مراكز الإنتاج الغذاء.
9/ توفّر فرص عمل جديدة، ومصدر للكسب مما يحسن من الاقتصاد في بعض المناطق.
10/ تساعد في الحد من حالات التنافس على الموارد الطبيعية، مثل المياه والأراضي الزراعية.
11/ تقلل من الاصابة ببعض الأمراض المعدية، والتي يمكن أن تسببها المواد الكيميائية السامة للإنسان.
الزراعة العمودية– (وصفر نفايات): الزراعة العمودية لا تعتبر فقط وسيلة لتأمين إمدادات الغذاء محلياً، وإنما أيضاً تعمل على المساهمة في حل بعض المشاكل البيئية. فحسب مبادئ صفر نفايات فإن المزارع العمودية تميل إلى الاستفادة القصوى من الموارد وإعادة استخدام المخلفات. فالمياه المستخدمة في ري المحاصيل والموجودة في الطوابق العليا تسقط ببطء إلى الطوابق السفلى لري الفواكة والخضراوات، والمخلفات التي لا تستخدم كعلف للحيوانات في الطوابق السفلى تنتهي في مكان محدد مع غيرها من المخلفات العضوية، ليتم تحويلها إلى (كرات حيوية مضغوطة) وذلك عن طريق أفران تعمل بالخلايا الشمسية، وهذه الكرات تستعمل كوقود لإنتاج الطاقة. وأيضاً من خلال برنامج إعادة تدوير المواد فإن بخار الماء الناتج من النباتات يمكن أن يحوّل إلى مياه نقية تُباع في المطاعم والأسواق الموجودة في الطوابق السفلى مثلاً.