الزراعة العضوية في السودان The Organic Farming in Sudan

Organic Farming-ca0b39d7

د/ محمد صالح آدم عبدالله

Khabir3@hotmail.com

تعرف الزراعة العضوية بأنها إسلوب زراعي يتم فيه إنتاج الغذاء دون إستخدام الأسمدة المصنّعة كيميائيًا والمبيدات الكيمائية والمواد المعدلة وراثيًا والبذور المعاملة، وهورمونات النمو والمضادات الحيوية …إلخ في الإنتاج الحيواني، وهنالك قائمة بالمسموحات في المعايير واللوائح الخاصة بالزراعة العضوية لكل دولة.

وعالمياً قد أصبحت الحاجة ماسة للغذاء الصحي ذو الجودة العالية في ظل تفشي الكثير من الأمراض لأسباب مرتبطة بالغذاء وتلوثه، مما جعل بعض الدول تخصص ميزانيات معتبرة للصرف على سلامة وجودة الاغذية بدلاً من الصرف الباهظ على القطاع الصحي، مما يظهر أهمية ودور منتجات الزراعة العضوية في ذلك.

ويعتبر موضوع توعية المُنتِج/ المزارع في السودان بالزراعة العضوية أمر في غاية الأهمية، خاصة أن بعض الجهات والشركات تقوم بشراء منتجات زرعت طبيعياً في السودان من المزارعين وبأسعار منخفضة جداً بعد أن تكون قد قامت بإجراء عملية التفتيش والتوثيق لها ومن ثم بيعها كمنتجات عضوية وبأسعار عالية مثل الصمغ العربي والكركدي والسمسم والفول السوداني والسنمكة والتوابل وبذور دوار الشمس والذرة وبعض منتجات الفاكهة والخضروات… إلخ. مما يعني أن تحويل المنتج الزراعي من منتج تقليدي إلى منتج عضوي وحصوله على الشهادة والشعار العضوي يمكن أن يشكل قيمة مضافة له ويزيد من سعره وبالتالي يزداد دخل المزارع وهو أحق بذلك، خاصة إذا تبنى المزارع نفسه برنامج للزراعة العضوية حتى ولو تم ذلك في شكل مجموعات تعاونية لصغار المزارعين في المنطقة الواحدة ولمحصول واحد أو لعدة محاصيل، وبذلك تساعد الزراعة العضوية في تنمية المناطق الريفية بالسودان.

وللعلم فإن المنتجات الزراعية الطبيعية موجودة في الكثير من مناطق الإنتاج بالسودان وتحتاج فقط لإخضاعها لفترات التحول من النمط الزراعي التقليدي إلى النمط الزراعي العضوي من خلال التفتيش عليها ومن ثم الحصول على الشهادة لتصبح منتجات عضوية، ويمكن أن يتم ذلك عن طريق الدعم الحكومي أو دعم القطاع الخاص أو المنظمات للكثير من المنتجين والتعاونيات الزراعية. ولكن أيضاً تواجه الزراعة العضوية ذات المشاكل التي تواجه القطاع الزراعي التقليدي بصورة عامة في السودان من عدم إكتمال للبنيات التحتية وتوفر العمالة الماهرة والتسويق وإدخال الميكنة والتنكولوجيا والأبحاث… إلخ، ولكن أهم هذه العوائق عدم وجود اللوائح والقوانين المنظمة لتطبيق الزراعة العضوية وإرتفاع تكلفة عملية التفتيش والتوثيق، وعدم الفسح لمدخلات الإنتاج العضوي من أسمدة عضوية ومبيدات حيوية وبذور عضوية.

 

ومما لا شك فيه أن للزراعة العضوية فوائدها البيئية والصحية والاقتصادية، بالإضافة لبعض الفوائد الإجتماعية خاصة في المناطق الريفية. لذا يجب إعتماد اللوائح والقوانين الخاصة بهذا الإسلوب الزراعي الهام وتبني السياسات التي تساعد في تنميته وتطوره بالسودان مما يحقق الأمن الغذائي والاستدامة والحفاظ على البيئة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Thanks for submitting your comment!